ويفصل (ديليب هيرو) في كتابه (العراق تقرير من الداخل)، كيفية توظيف المنظمة الدولية كأداة بيد واشنطن لتحقيق أهداف سياسية وأمنية واستخباراتية لا علاقة لها بعمل الأمم المتحدة، سواء عن طريق اختراق لجان التفتيش من قبل السي آي إي, أو عن طريق التلاعب بقرارات الأمم المتحدة, أو السيطرة على لجانها الخاصة بفرض الحصار على العراق، حيث نقرأ تفصيلات مذهلة تكاد تقترب من الأفلام السينمائية في بعض أجزائها (?). وقد أشار المحلل العسكري (وليام أركين) أن عملية ثعلب الصحراء استهدفت في الأساس الجهاز الأمني الداخلي في العراق اعتماداً على المعلومات التي جمعت من خلال أونسكوم، وكان اغتيال الرئيس العراقي أهم بالنسبة للولايات المتحدة من تأمين نزع أسلحة العراق.
بعد هجمات 11 سبتمبر على واشنطن ونيويورك اختيرت أفغانستان مره أخرى لهجوم عسكري أمريكي، ولكن هذه المرة كهدف لحملة قصف طويلة بالقنابل بغرض الإطاحة بنظام طالبان الحاكم وتشتيت شبكة القاعدة (?). وبعد سقوط طالبان تساءل الأمريكيون عن مسرح حربهم المقلبة لأنهم بحاجة لخوض حرب جديدة. وتعددت الخيارات (الصومال، الفلبين لضرب تمرد الإسلاميين، العراق .... ). حيث طغى على الخطاب السياسي الأمريكي مقاربة (هينغتون) لمّا استخدم بوش تعبير الحرب (الصليبية) ضد الإرهاب، ضد جهاد (بن لادن). وقد أظهر هذا أن فريق بوش يحبذ إعطاء الحروب القادمة صبغة دينية. لكن الصياغة الأكثر تخويفاً هي الرسالة الرئاسية حول حال الاتحاد في جانفي 2002م. "هذا الخطاب السنوي .. الملقى أمام الكونغرس .. أصبح أيضاً منذ رئاسيات عديدة خطاباً حول (حال العالم)، دلالة على اتساع النطاق الإمبراطوري.