وهذه الرواية تجعلك تتذكر فورا قصيدة (في انتظار البرابرة) للشاعر سي. بي. كفافي، والتي كتبها عام 1898م وتحمل نفس العنوان، ولكنك تستدعيها إن كنت قرأتها من قبل على نحو تلقائي (?).

"يتجه سكان مدينة قديمة إلى بواباتها بقيادة إمبراطورهم، لانتظار وصول البرابرة الغزاة، ولكن البرابرة لم يظهروا، ماذا كان يمكن أن يحدث؟ وما الذي يمكن القيام به؟

لم كل هذا الذهول المفاجئ، وهذا الارتباك؟

كم أصبحت ملامح وجوه الناس حادة

لماذا تخلو الشوارع والتقاطعات من المارة بسرعة

وكل يذهب إلى بيته غارقاً في التفكير لأن الليل أرخى سدوله ولم يأت البرابرة

وبعض رجالنا الذين وصلوا من الحدود قالوا

لم يعد هناك برابرة بعد الآن

والآن ماذا سيحدث لنا من دون برابرة

كان أولئك الناس نوعا من الحل."

وإذا لم يعد وجود للبرابرة في قصيدة الشاعر (كفافى)، إلا أنهم هنا في رواية (كوتزي) يتم خلقهم، حيث تتفتق عبقرية (المكتب الثالث) (المخابرات) والإمبراطورية عن خلق البرابرة، وليس انتظار مجيئهم تحت رحمة الصدف، فإذا كان البرابرة ضرورة فلابد من وجودهم أو إيجادهم (?).

القاضي والجنرال

تنسج الرواية على لسان قاض، لا يكشف المؤلف عن اسمه برغم أنه محور الأحداث، وتبدو كما لو أنه يتحدث لنا عن تجربته وفلسفته وأحداثه، ويدير القاضي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015