دعوات إلى هجمات وقائية ضد العرب والمسلمين، ولكن كان الجناة مجانين من نبت أمريكي (?).
وفي عام 1992م عثر رالف برايبانتى، وهو عالم وكاتب بارز في الشؤون الإسلامية، في أحد مكاتب الكونغرس، على بحث يتضمن "معالجة للإسلام بوصفه العدو الكامن للولايات المتحدة، هي الأشمل من نوعها، والأكثر إثارة للخوف" كان برايبانتى يشير إلى كتاب ليوسف بودانسكى، مدير مجموعة العمل المتخصصة بالإرهاب والحرب في الحزب الجمهوري. ففي كتابه عن تفجير مبنى "مركز التجارة العالمي" في مدينة نيويورك عام 1993م، عمد (بودانسكى) المحرر التقني الأسبق لمجلة (القوات الجوية الإسرائيلية) إلى إطلاق عنان خياله، إذ كتب يقول: لقد باشر الإرهاب الإسلامي الحرب المقدسة - الجهاد ـ ضد الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة، وهو يشنها عبر الإرهاب الدولي بالدرجة الأولى. كما حذر الأستاذ الجامعي الأمريكي (عاموس بيرلماتر) في عام 1984م، من حرب إسلامية شاملة تشن ضد الغرب والمسيحية والرأسمالية المعاصرة، والصهيونية، والشيوعية في وقت واحد (?). كما نجد على المستوى الفكري سلسلة لا تنقطع من الأمثلة، منها أوّل كتاب ظهر في ألمانيا بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن بعشرة أيام فقط، حمل عنوانًا يزعم التعريف بأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وإذا به لا يترك منظمة ولا جماعة إسلامية، ولا عالمًا معروفًا، إلا و"يخترع" صلة ما بينه وبين الإرهاب، بما في ذلك جماعة التبليغ مثلاً، التي اشتهرت ببعدها عن كل صورة من صور العنف، ورفضها لكل عمل سياسي.
وهكذا يظهر أن المستهدف في الحملة القائمة هو الإسلام نفسه .. والأهم من الحملة ذاتها أن التغيير في العناوين الكلامية ـ للتعبير عنها خلال العقد الماضي ـ رافقه الثبات المطلق على الصعيد التطبيقي. فأصبح مضمون شعار العداء هو المحور الرئيس المطروح على بساط تبرير استمرار وجود حلف شمال الأطلسي بعد إلغاء