في كل حالة، وفي كل مرحلة بصورة قائمة بذاتها. فقد شهدت تلك الفترة قيام الرئيس (بل كلينتون) بصوره رسمية بتدشين ما يسمى الآن بالحملة على الإرهاب، حيث صرح عام 1996م أمام مؤتمر وزراء الخارجية والداخلية للدول السبع الصناعية، بقوله: "سيكون الإرهاب أحد أخطر التهديدات المؤثرة الموجهة ضد امتنا في القرن الحادي والعشرون" (?). وقد كتب (بول مارى) في (فبراير 1997م) مقال صحيفة لموند بعنوان (الحملة الصليبية الأخيرة للرئيس كلينتون ضد الإرهاب)، قال فيه: "في الخامس من أغسطس، وقع الرئيس كلينتون قانون (دماتوـ كيندى) معلناً وضع إيران وليبيا خارج القانون الدولي. ولقد كان مهتماً أن يكون محاطاً أمام كاميرات التلفزيون بأقرباء ضحايا طائرة شركة بان أمريكان، التي أسقطت فوق لوكربى، والتي حملت ليبيا مسئوليتها، برغم وجود تقارير تنفى هذا الزعم. لقد أعلنت واشنطن بهذا الاحتفال الرمزي والمعبر في آن واحد عن سياستها عن بدء الحرب من الآن فصاعداً على الإرهاب العدو الأكبر (?). وفي نفس العام وقبلها بعدة أشهر أعطت أمريكا لتلك الحملة بعداً استعراضياً عالمياً، في مؤتمر شرم الشيخ عقب إنفجارات القدس وعسقلان.
حيث حددت حكومة إسرائيل الهدف الجديد في شرم الشيخ عام 1996م إذ أعلنت مبادئ (مواجهة الإرهاب) والتدخل الإنساني وهما الذريعتان الرئيسيتان للاستعمار الجديد، حيث اعتبر شمعون بيريز إيران مركز الإرهاب العالمي دون أدنى دليل، وطبعاً اتسع مفهوم الإرهاب ليشمل كل أشكال مقاومة الشعوب للدفاع عن نفسها ونيل استقلالها، واستبعد هذا المفهوم كل أشكال إرهاب الدولة الذي يهدد هذا الاستقلال (?).
فبالرغم من أنه لا يوجد أي شيء يؤكد تورط الجماعات الإسلامية في حادث (اوكلاهوما سيتى)، الذي نفذته مجموعة من اليمين المتطرف عام 1995م، وحادث التاسع من أكتوبر عام 1995م ضد قطار ميامىـ لوس انجلوس، والذي أعلنت جماعة مسماة (أبناء الجوستافو) مسئوليتها عنه، كذلك حادث دكتور الرياضيات الذي أسمى نفسه (اونابومبر)، والذي كانت هوايته إرسال الطرود المفخخة، أو حتى موضوع