الباردة (?). وبعد أن تدخلت أمريكا ودمرت القوات العراقية وأخرجتها من الكويت، رأت أن توسع نظرتها للعدو الجديد باتخاذ الإسلام كعدو بديل، حيث كانت أول مره يرفع فيها شعار (الإسلام عدو بديل) على المستوى السياسي الغربي، في (منتدى الشؤون الأمنية الدولية) في ميونيخ عام 1991م، وكان الذي استخدم هذا التعبير، هو وزير الدفاع الأمريكي آنذاك ـ ونائب الرئيس الأمريكي حالياًـ ديك تشيني. وقد ـ لقي موقفه حينئذ ـ ردود فعل شديدة، في البلدان الإسلامية، وفي أوساط ثقافية ودينية غربية، تخوّفت مما يعنيه الصدام الكامن وراء تلك الشعارات، التي وصلت إلى مستويات مؤثرة في صناعة القرار السياسي الأمريكي ذو المنطلقات الصهيونية (?).

وقد سبق رفع شعار (الإسلام عدو بديل) ظهور العديد من الدراسات والأبحاث التي قامت بها كثير من مراكز البحث والجامعات الغربية، وبالتعاون مع دوائر استخبارية غربية، بهدف التعرف على أنجع الطرق لمواجهة الصحوة الإسلامية أو ما سموها بالأصولية الإسلامية، "بحيث أضحى موضوع دراسات الشرق الأوسط في الغرب هو ابرز العناوين التي تتم تحتها عملية الرصد والدرس والتحليل للعالم الإسلامي عامة، والعربي خاصة، من كافة الجوانب، من العقيدة إلى فن زراعة البساتين، والتي تطورت وتوسعت بشكل هائل منذ الحرب العالمية الثانية، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، ويكفي أن نعرف أن عدد المتفرغين للبحث في هذا المجال في جامعات أمريكا وكندا كان 363 في عام 1969م فأصبح 670 عام 1986م، وان عدد أعضاء (رابطة دراسات الشرق الأوسط)، في أمريكا عام 1977 م كان 823 عضواً، موزعين على 39 مجالاً، أهمها مجالات التاريخ والسياسة، والأدب، والدين، والاقتصاد، وعلوم الإنسان، والاجتماع، والتعليم، والقانون" (?). ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حرصت دول الغرب، خاصة أمريكا، على أن تنشئ مؤخراً عشرات المراكز في داخل البلاد الإسلامية ـ تحت مسميات مختلفة ـ لتتولى مهمة الرصد والفحص، وجمع المعلومات المباشرة، لتصب هناك في مراكز التخطيط والقرار، هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015