دخلت مرحلة خطيرة على يد بولس الرسول (شاءول الطرطوسي)، الذي لعب دوراً خطيراً في تزييف المسيحية (?)، حيث انه كان يهودياً من اشد أعداء المسيحية، ولكنه ادعى أن السيد المسيح ظهر له وهو في طريقه إلى دمشق وطلب منه الدعوة للمسيحية، وفعلاً بدأ بولس الرسول بالدعوة للمسيحية ولكن على طريقته، حيث أنه كان أول من قال بأن المسيح ابن الله، فأخرج المسيحية عن عقيدة التوحيد التي كانت عليها، وحاول أن ينشر عقيدته الجديدة في بلاد الشرق ولكنه جوبه بمعارضة شديدة بسبب ما انفطر عليه أهل الشرق من ميل للتوحيد، مما دفع بولس إلى الدعوة إلى عقيدته الجديدة في أوروبا، حيث وجدت هذه العقيدة آذاناً صاغية وأرضاً خصبة هناك. "فالتثليث ونزول الإله من السماء وتضحيته بنفسه وتكفيره عن خطيئة البشر وصعوده مرة أخرى، كانت لها جذور قديمة في الأساطير الأوروبية، حيث لم يكن التوحيد عميق الجذور هناك" (?).

لهذا فإن كثير من الباحثين يعتبرون أن بولس هو المؤسس الحقيقي للمسيحية. يقول (ويلز) في كتابه معالم التاريخ الانسانية ج 4 ص 1312: "إن المسيحية (قامت على نظريات بولس، لا على قضايا المسيح) أى ان مسيحية اليوم يجب ان تسمى (بوليسية) " (?)، حيث وضع بولس العديد من الرسائل بين فيها فهمه للديانة الجديدة، هذا بالرغم من انه لم يكن يعرف شيئاً عن حياة المسيح ولا عن بعثته ورسالته، ولم يكترث أن يعرف، لأن رسالة المسيح على الأرض بالنسبة له لم تكن تحمل أي معنى، ولذا صرف كل طاقته في البحث عن ماهية المسيح وعن مغزى صلبه وقيامته (?)، ثم عودته الثانية في صورة المسيح اليهودي المحارب، والتي اعتقد أنها قريبة الوقوع لينقض على الشر ويقيم مملكة الله في الأرض، والأخطر من ذلك كله هو ربطه العهد الجديد بالعهد القديم بالرغم من الاختلافات الجوهرية بين الاثنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015