وتنحل تحت وطأته الصخور. الرب صالح، حصن في يوم الضيق، ويعرف المعتصمين به. ولكنه بطوفان طام يخفى معالم نينوى، وتدرك الظلمة أعدائه" (سفر ناحوم1، 2ـ8). وتضيف التوراة الحاقدة: "منك خرج يا نينوى من تآمر بالشر على الرب، والمشير بالسوء .... وهذا ما يقوله الرب: مع أنكم أقوياء وكثيرون فإنكم تستأصلون وتفنون. أما انتم يا شعبي فقد عاقبتكم أشد عقاب ولن أنزل بكم الويلات ثانية. بل أحطم الآن نير أشور عنكم، وأكسر أغلالكم. وها الرب قد أصدر قضاءه بشأنك يا أشور: لن تبقى لك ذرية تحمل اسمك. وأستأصل من هيكل آلهتك منحوتاتك ومسبوكاتك، وأجعله قبرك، لأنك صرت نجساً" (سفر ناحوم 1، 11 - 14) (?).
حصار نينوى: "قد زحف عليك المهاجم يانينوى، فاحرسي الحصن وراقبي الطريق، منعي أسوارك، وجندي كل قوتك. لأن الرب يعيد بهاء يعقوب ومجد إسرائيل، ... نينوى كبركة نضبت مياهها، إذ فر أهلها. وتعلو الصرخة: "قفوا، قفوا". ولا من مجيب يلتفت، انهبوا الذهب، لا نهاية لكنوزها أو لنفائس ثروتها" (سفر ناحوم 2، 1ـ9).
"أين نينوى عرين الأسود ومرتع الأشبال ... ها أنا أقاومك. يقول الرب القدير. فأحرق مركباتك فتصبح دخاناً، ويلتهم السيف لحوم أبنائك، وأستأصل من الأرض غنائمك ولن يتردد في ما بعد صوت مندوبيك" (سفر ناحوم 2، 11ـ13).
"ويل للمدينة السافكة الدماء الممتلئة كذباً، المكتظة بالغنائم المنهوبة، التي لا تخلو أبداً من الضحايا. كل هذا من أجل كثرة زنى نينوى الفاتنة الآسرة ومن أجل سحرها القاتل. لقد استعبدت الشعوب بعهرها والأمم بشعوذتها. ها أنا أقاومك، يقول الرب القدير، فأكشف عارك لأطلع الأمم على عورتك والممالك على خزيك.