الكبير "الفرات" (?)، حيث تحولت هذه الوصية إلى دعوة معاصره كما وردت على لسان موشي دايان، بعد ساعات من دخول مدينة القدس، في السادس من حزيران/ يونيو سنة 1967م، حيث قال: "لقد استولينا على أورشليم ونحن في طريقنا إلى يثرب وبابل".
هذا ولم يغب هذا الهاجس القديم عن كثير من المواقف المتعلقة بالعراق حيث أطلق زعماء الحركة الصهيونية على حملة تهجير اليهود ونقلهم من العراق إلى فلسطين أواخر الأربعينات ومطلع الخمسينات من هذا القرن اسم عملية (عزرا ونحميا) إشارة إلى الكاهنين اليهوديين الذين خرجا من بابل ووضعا العهد القديم، لتشبيه خروج اليهود منتصف هذا القرن من العراق بخروجهم من الأسر البابلي في العراق قبل أربعة آلاف سنه (?)، وذلك في إطار إصباغ الصبغة الدينية على هذه الحملة وكأنها جاءت تحقيقاً لنبوءات التوراة.
على هذا الأساس، ليس من الغرابة أن كانت أهداف اليهودية المتعلقة بالعراق هي ذاتها أهداف الصهيونية المسيحية، في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، التي تتخذ التوراة قاعدة ومنطلقاً، ومن الأسر البابلي محوراٌ للاقتصاص من العراق في كل عصر وزمان، وليس في عصر الرئيس صدام حسين فقط (?). وهذا هو ما يحدث الآن في ظل غياب الوعي العربي لكل ما يحدث، والذي جعلنا للأسف نقبل، ليس فقط بتدمير العراق، بل بقتل أطفاله وتجويع شعبه بحجة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي لا تطبق إلا على العرب فقط؟! والذي جعلنا نقبل أيضا بفرض حصار جائر على ليبيا لمجرد أن سيادة الرئيس ريجان وأتباع التيار الديني