1ـ إن قضية فلسطين بدأت قبل وجود أي نظام عربي ثوري، وقبل ظهور الحركات الإسلامية المعروفة وحتى قبل استقلال الدول العربية نفسها.
2ـ إن الدول الشيوعية وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي ـ وهى النقيض للنظام الرأسمالي ـ كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل عند نشأتها، وكانت أيضا من أوائل الدول التي فتحت أبواب الهجرة على مصراعيه أمام اليهود!
3ـ إن الإمبريالية الأمريكية تمتلك العديد من القواعد العسكرية والتواجد المباشر وغير المباشر في كثير من الدول العربية، ولكن ذلك لم يحد من تأييدها لإسرائيل.
من هنا فإن الحديث عن الإمبريالية والثورية والوحدة العربيةـ التي لم تتحقق حتى على مستوى قطري ـ يصبح حديث مبتور لا معنى له. كما أن الحديث عن دور اللوبي الصهيوني والصوت الانتخابي اليهودي في تشكيل هذه السياسة أمر عارً عن الصحة كما سنوضح. ومن هنا لا بد من البحث عن سبب آخر يمكن أن يوضح لنا حقيقة وجود إسرائيل في المنطقة العربية، والقوى التي تقف وراء هذا الوجود، ودوافعها لذلك ... فلا يزال للحديث عن قضية فلسطين سبيل وسعه، فهناك معالم لابد من جلائها وتأكيدها على الدرب الممتد إلى فلسطين ... كل فلسطين. وأول خطوة نود أن نؤكدها هنا، هي ضرورة توحيد التصور الفكري لقضية فلسطين، طبيعتها ـ القوى التي تقف وراء نشوئها ـ دوافع هذه القوى وأهدافها. وإذا استطعنا أن نصل إلى هذا التصور فإن علاج هذه القضية وتداعياتها سيكون أمرا سهلاً ... فبدون معرفة الداء لا يمكن وصف الدواء.
هناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها على المتتبع للموقف المتحيز لبعض دول أوروبا بوجه عام، وأمريكيا وبريطانيا بوجه خاص، حيال الصراع العربي الإسرائيلي. فلا بد وأن الكثيرين سألوا أنفسهم عن أسباب هذا التحيز، وعن المكاسب التي تسعى لتحقيقها هذه الدول من وراء هذا التحيز. وسيجد السائل إجابات عديدة على هذا السؤال، من خلال ربط هذا التحيز بالأطماع الاستعمارية لهذه الدول سواء كانت