الله اختار العنصر الانجلوسكسونى لقيادة العالم، وتنفيذ إرادته انطلاقاً من إيمانه بخرافات ونبوءات توراتية مزيفه، أعطت اليهود ودولة إسرائيل دوراً مركزياً في تشكيل توجهات هذا الدول حيال العالم.
لهذا فقد اتخذت هذه الدول الشريرة الحاقدة من الخلاف بين الكويت والعراق مبرراً لتنفيذ مخططها الشيطاني في المنطقة، والذي أعدت له منذ فترة كبيرة، ويكفى أن نشير هنا إلى أن الحملة على العراق الشقيق بدأت حتى قبل مشكلة الكويت، وقامت كلاً من بريطانيا وأمريكيا بفرض حصار اقتصادي على العراق بدعوى سعيه إلى تطوير أسلحة دمار شامل، وكلنا يتذكر مشكلة المكثفات، والمدفع العملاق، التي أثارت حولهما أمريكيا ضجة كبرى حتى قبل مشكلة الكويت.
فقد أدركت أمريكيا أن العراق ـ قبل حرب الخليج الثانية ـ وصل إلى مرحلة متقدمة ومتطورة وأصبح يهدد مشروعها الصليبي في المنطقة المتمثل بإسرائيل، ولهذا تم افتعال حرب الخليج وبدأت المؤامرة على العراق من خلال افتعال مشاكل كبيره أمامه، سواء فيما يتعلق بأسعار البترول، والديون والحدود بينه وبين الكويت، والتي حاولت بعض الدول العربية والجامعة العربية حلها بالحسنى، ولكن أمريكيا كانت قد قررت تصعيد المشكلة وخنق العراق، لكي لا يكون أمامه مجال إلا الدفاع عن مصالحه. وهذا ما حدث فكانت، القوات الأمريكية جاهزة في المنطقة لشن حرب على العراق ليس لتحرير الكويت، أو لحماية الدول الخليجية الأخرى من خطر العراق، بل من أجل حماية مشروعها الصليبي في المنطقة وهى إسرائيل، التي أصبح وجودها مهدداً بسبب ما وصل إليه العراق من قوة واقتدار.
لفهم الحرب الأمريكية البريطانية على العراق لا بد من إلقاء نظره سريعة على تاريخ العراق الحديث، والذي بدأ مع انهيار الدولة العثمانية في المنطقة، حيث منحت عصبة الأمم، بريطانيا حق الانتداب في العراق الذي أصبح بالتالي مستعمرة تابعة للتاج البريطاني. وخلال سنوات الاستعمار تلك, خطت الحدود السياسية الحالية للعراق بكل تعقيداتها في الشمال حيث الأكراد, وخلافاتها في الجنوب حيث ولدت