واذا كانت كثير من دول العالم وشعوبه تمنت الفوز لاوباما لاسباب كثيره -وانا منهم- لما يحمله وصول اسود من اصول اسلامية للرئاسة من انقلاب غير عادى في الحياة الأمريكية، فانه وحسب اعتقادى ومن خلال دراستى للعقلية الأمريكية والتى القينا عليها بعض الضوء، فان حلم تمكن اوباما من تغيير السياسة الأمريكية امر صعب وشاق ويصعب حدوثه دفعه واحده وبدون تعاون كافة الشعوب والدول التى يعنيها تصحيح مسار الامبراطورية الأمريكية.
واذا كان بوش قد غاذر موقعه في البيت الابيض بعد ولايتين أسوأ من بعضهما، فان ذلك لا يعنى ان هذا الكابوس سينتهى بتغيير الوجوه، لان التعويل على فوز اوباما يعنى اننا لم نعى جيدا طبيعة المجتمع الامريكى وطبيعة القيم والقوى المسيطرة التى تحكمه. فمن خلال ما عرضناه في هذا الكتاب ومدى تسلط الانجلوسكسكسون البيض المتديينين Wصلى الله عليه وسلمSP على الحياه الأمريكية ومفاصلها (السياسة، والاقتصاد، والسينما والمجتمع) سواء نتيجه لاغلبيتهم العددية أو بسبب العنصرية والكره الذى انطبع به هؤلاء تجاه الاقليات الاخرى الدينية والعرقية، يصعب احداث التغيير المطلوب إذا لم تتكاثف الجهود من داخل أمريكا وخارجها لدعم هذا التغيير وترسيخه بخطى رزينه وعقلانية.
فأوباما المولود عام 1961 في هاواي الأمريكية من اب كيني افريقي وام امريكية بيضاء كان اول امريكي من اصول افريقية فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد منافسة شرسة مع السناتور هيلاري كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيراً في الولايات المتحدة، وعندما اعلن عن فوزه الكاسح في سباق البيت الابيض الأمريكي على منافسه الجمهوري جون ماكين، دخل التاريخ من اوسع ابوابه وكان مؤشراً على دخول الولايات المتحدة حقبة سياسية جديدة، هذا بالرغم من الاتهامات التى وجهت له وحاولت تنفير الناخب الأمريكي منه باتهامه بانه مسلم.
لقد أكد السيناتور الديموقراطي وفريقه مراراً أنه لم يكن قط مسلماً، وهو مسيحي يرتاد الكنيسة الاتحادية (كنيسة الثالوث المتحدة للسيد المسيح) في شيكاغو بانتظام، منذ أن عثر على إيمانه في مطلع عقده الثاني. يقول اوباما: انا مسيحي، وأَنا مسيحي مؤمن. أَؤمنُ بالموتِ الفدائي وبقيامة الرب يسوع المسيح.