رئيسية بالتجارة .. وعندما وجد اليهود انفسهم ابان العصر الإسلامي امام حاضرة ميركانتيلية قابلوا التحدي وتحولوا بدورهم إلى امة تتكون من رجال الاعمال وباشروا بالقيام بدور رئيسي في نهضة الحضارة الجديدة (?).

وقد وجد اليهود الذين لم يعانوا الاضطهاد القاسي حيث كانوا يقيمون ملجأ لهم في البلدان المجاورة، وخاصة خارج البلدان المسيحية، في العالم الإسلامي الذي فتح لهم صدره (?). ويقول الكاتب اليهودي المعادي للصهيونية الفرد ليلنتال: وكما اشار المؤرخون اليهود فان العصر الذهبي لليهودية امتد من القرون البادئة عام 711 ب. م عندما عاش اليهود متمتعين بالنفوذ والاحترام تحت السلطة الإسلامية في اسبانيا والبرتغال. وحين اضطر اليهود إلى الفرار من وجه مجالس التفتيش المسيحية وجدوا ملجأ لهم في شمال افريقيا والشرق الاوسط.

ان ما يعرف في الغرب بالعداء للسامية لم ينشأ في العالم العربي في يوم من الأيام، ان العرب لم يكونوا قط معادين لليهود، والإسلام يعتبر موسى وابراهيم كما يعتبر يسوع انبياء ... وفي مصر عاش اليهود طوال الف سنة جنباً إلى جنب مع المسلمين ـ وبعضهم من احفاد اليهود القدماء الذين خلفهم موسى وراءه عند خروجه من مصر، وفر آخرون إلى مصر بعد التدمير الأول الذي انزله البابليون بهيكل القدس، وفي عام 250 ق. م يحدثنا فيلو انه كان في الاسكندرية يهوداً اكثر مما كان في القدس، ووجد اليهود ملاذاً لهم في مصر نجاهم من الاضطهادات النصرانية في اسبانيا والبرتغال خلال القرن الخامس وكذلك اثناء الثورة الروسية والحكم الهتلري. ولا ريب في ان الغزو الاسرائيلي لمصر قد وضع حداً لهذا الملاذ المصري ليهود العالم (?).

وجاء في كتاب "تاريخ العرب: ولقد لقى اليهود من محاسنة المسلمين فوق ما لقيه النصارى برغم مما في بعض الآيات القرآنية من تنديد بهم. والسبب انهم كانوا قليلي العدد فلم يخشى آذاهم، وقد وجد المقدسي سنة 985م ان اكثر الصيارفة وارباب البنوك في سوريا يهود واكثر الكتبة والاطباء نصارى ونرى في عهد عدد من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015