المفروضة عليهم. فحقوقهم محفوظة طالما أدوا واجباتهم. وهذا لا ينطبق عليهم وحدهم كأصحاب دين مغاير، بل ينطبق على المسلمين ايضاً الذين يخرجون على النظام ويخالفون القوانين والانظمة التي ارساها الإسلام. ومما يؤكد ذلك ان الرسول (ص) عامل اليهود بعد غزوة خيبر بروح التسامح حتى انه اوصى عامله معاذ بن جبل (بأن لا يفتن اليهود عن يهوديتهم) (?).
وعندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس عام 638 م، منح أهل القدس وبطريركها سافرونيوس عهداً بالسلم والحماية صار يعرف بعهد عمر أو بميثاق عمر بالإضافة إلى ذلك، ولتأكيد حماية الأماكن المقدسة للنصارى واليهود والعناية بها، عهد عمر بحماية كل مكانٍ من الأمكنة المقدسة الرئيسية، والعناية به، إلى أسرةٍ مسلمة مختلفة (?). وعلى هذا النحو عومل يهود البحرين اذ لم يكلفوا الا دفع الجزية وبقوا متمسكين بدين آبائهم (?). ونتيجة هذه المعاملة كما يذهب د. اسرائيل ولفستون فقد كان اليهود في اغلب مدن العراق يخرجون لاستقبال جيوش المسلمين بالحفاوة والاكرام لانهم كانوا يؤثرونهم على غيرهم اذ يرون فيهم قوماً يؤمنون باله موسى وابراهيم. وقد ازدادت هذه الروابط متنه مع امتداد الزمن حتى دخل اليهود في جيوش المسلمين ليناضلوا معهم في اقاليم الاندلس (?).
وهكذا فإن معاملة اليهود في ظل الحكم الإسلامي عبر التاريخ، لم تكن وليدة صدفة، ولا مجرد كرم اخلاقي من الحكام المسلمين، وانما كان ذلك بسبب العقيدة الإسلامية التي تلزم اصحابها حكاماً ومحكومين، بحماية اصحاب الديانات الاخرى، ومعاملتهم كمواطنين لهم حقوقهم التي لا يجوز المساس بها ولهم احترامهم كأصحاب ديانات سماوية يعترف بها الإسلام ويعترف برسلهم "آمن الرسول بما انزل