وَله أَيْضا وَهُوَ من جيد شعره
(ألم ترني أوديت بالكيد راشداً ... وأتى بِأُخْرَى لِابْنِ إِدْرِيس راصد)
(تنَاوله عزمي على بِأَيّ دَاره ... بمختومة فِي طيهن المكائد)
(وَقد كَانَ يَرْجُو أَن يفوت مكائدي ... كَمَا كَانَ يخشاني على الْبعد رَاشد)
(ثَلَاثُونَ ألفا سقتهن لقَتله ... لأصلح بالغرب الَّذِي هُوَ فَاسد)
(فأضحى لدينا رَاشد ينتبذنه ... بَنَات المنايا والحسان الخرائد)
(فتاه أَخُو عك بمهلك رَاشد ... وَقد كنت فِيهِ ساهراً وَهُوَ رَاقِد)
رَاشد هَذَا هُوَ مولى عِيسَى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ عَاقِلا شجاعاً أيداً خرج بِإِدْرِيس بن عبد الله أخى مَوْلَاهُ عِنْد انهزامه فِي وقْعَة فخ وَقد تقدم ذكرهَا وأنغمس بِهِ فِي حَاج أهل مصر وَغير زيه وَألبسهُ مدرعة وعمامة غَلِيظَة وصيره كالغلام يَخْدمه وَإِن أمره وَنَهَاهُ أسْرع فِي ذَلِك وتخلص إِلَى إفريقية فِي خبر طَوِيل فَترك دُخُولهَا ثمَّ سَار بِهِ فِي بِلَاد البربر حَتَّى أنْتَهى إِلَى فاس وطنجة فأظهر إِدْرِيس هُنَالك أمره وَأخْبر بنسبه ودعا للبربر إِلَيْهِ فَأَجَابُوهُ وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة فِي السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَولى ابْنه هِشَام الرِّضَا وَفِي السّنة الثَّانِيَة من خلَافَة هَارُون الرشيد أَقَامَ بَين أظهر البربر ملكا مُطَاعًا وَبلغ الرشيد خَبره فشق عَلَيْهِ وشكا ذَلِك إِلَى يحيى بن خَالِد فَدس إِلَيْهِ من