الحله السيراء (صفحة 96)

وَقَالَ أَيْضا فِي دُخُوله القيروان قَائِما بنصرة ابْن العكى وهرب تَمام بن تَمِيم أَمَامه

(لَو كنت لاقيت تَمامًا لصال بِهِ ... ضرب يفرق بَين الرّوح والجسد)

(لكنه حِين شام الْمَوْت يقدمني ... ولي فِرَارًا وخلى لي عَن الْبَلَد)

(إِن يستقم نعف عَمَّا كَانَ قدمه ... وَإِن يعد بعْدهَا فِي غدرة نعد)

ثمَّ نزل عَن الْمِنْبَر وَكتب إِلَى مُحَمَّد بن مقَاتل يستعيده إِلَى عمله وَقَالَ فِي ذَلِك

(أتشكر عَنَّا مَا صنعت بربها ... وردى عَلَيْهَا الثغر أم هِيَ تكفر)

(نفيت لَهَا التَّمام بِالسَّيْفِ عنْوَة ... وَلم يغنه فِي الله مَا يتمضر)

(فَأقبل إِلَيّ مَا كنت خلفت كَارِهًا ... فقد ذاد سَيفي عَنْك مَا كنت تحذر)

وَقَالَ أَيْضا فِي ذَلِك

(ألم ترني رددت طريد عك ... وَقد نزحت بِهِ أَيدي الركاب)

(أخذت الثغر فِي سبعين منا ... وَقد أوفى على شرف الذّهاب)

(هزمت لَهُم بِعدَّتِهِمْ ألوفاً ... كَأَن رعيلهم قزع السَّحَاب)

قَالَ إِبْرَاهِيم هَذَا لِأَنَّهُ قصد لنصرة ابْن العكى فِي سبعين فَارِسًا من أهل بَيته وخاصته إقداماً ونجدة فَقَالَ بعض شعراء إفريقية فِي ذَلِك

(مَا مر يَوْم لإِبْرَاهِيم نعلمهُ ... إِلَّا وشيمته للجود والباس)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015