(فكم غنينا وَقد رحنا إِلَى قنص ... بِبَعْض حضرك عَن قرع الظنابيب)
(وناب نابك فِي مَا كنت تفرسه ... من الظباء عَن الصمّ الأنابيب)
(قد كنت تولي الرّدى من حَان موعده ... حَتَّى أَتَاك لوعد غير مَكْذُوب)
وَمِمَّنْ كَانَ بإفريقية فِي آخر هَذِه الْمِائَة من رجال الدعْوَة المهدية خلّدها الله
157 - عمر بن جَامع أَبُو عَليّ
هُوَ ابْن أخي أبي العلى إِدْرِيس بن أبي إِسْحَاق بن جَامع الْوَزير وَكَانَ بإفريقية فطال مكثه بهَا وحنّ إِلَى بنيه فاستدعاهم من مراكش وَقَالَ فِي ذَلِك شعرًا خطه فِي رقْعَة ثمَّ نشأت لَهُ قبل وصولهم غزَاة إِلَى سليم من الْعَرَب فَقتل فِيهَا وَوجدت الرقعة فِي جيبه وَمن أبياتها
(سقتنا بعدكم أَيدي الْفِرَاق ... كؤوساً طعمها مرّ المذاق)
(فأضرمت الحشا نَارا وأجرت ... دموعاً تستهلّ من المآقي)
(فلولا النَّار متّ غريق دمع ... وَلَوْلَا الدمع متّ من احتراق)
(وَلَكِن حِين حمّ النأى عَنْكُم ... وَأَعْلَى صَوته حادي الرفاق)
(خشيت خُرُوج قلبِي من ضلوعي ... وَخفت بُلُوغ نَفسِي للتراقي)
(وَلَكِن لَا احتكام على اللَّيَالِي ... وَهل مِمَّا قَضَاهُ الله واق)