وللوقّشيّ تحقق بِالْإِحْسَانِ وَتصرف فِي أفانين الْبَيَان وكتابي الْمُؤلف فِي أدباء الشرق المترجم بإيماض الْبَرْق مُشْتَمل على كثير من شعره ومدحه أَبُو عبد الله الرّصافي بِمَا ثَبت فِي ديوانه وأعرب عَن جلالة شانه وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ وَأَبُو جَعْفَر بن عَطِيَّة من مفاخر الأندلس وَكَانَا متعاصرين وَفِي الْكِفَايَة متكافئين وَلذَلِك فِي النثر مزية هَذَا فِي الشّعْر وَله يصف الزرافة من أَبْيَات
(لبست من الصّفر الأنيق ملاءة ... مرقومة الجنبات بالعقيان)
(وَكَأَنَّهَا قد قسّمت فِي خلقهَا ... فأتتك بَين الْخَيل والبقران)
(وَكَأن قرينها إِذا شالتهما ... قلمان قلّم مِنْهُمَا الطرفان)
(طَالَتْ قَوَائِمهَا وَطَالَ تليلها ... حَتَّى لقد أوفى على الجدران)
(وتفاوتت فِي سمكها فوارؤها ... ثلث لَهَا وأمامها ثلثان)
وَله فِي حفظ السِّرّ
(ومستودع عِنْدِي حَدِيثا يخَاف من ... إذاعته فِي السّر أَن ينْفد الْعُمر)
(فَقلت لَهُ لَا تخش مني فضيحة ... لسرّ غَدا مَيتا وصدري لَهُ قبر)