الحله السيراء (صفحة 391)

(وَلَا قلت أرجوه لدفع ملمة ... من الدَّهْر إِلَّا كَانَ إِحْدَى النوائب)

وَكتب إِلَيْهِ ابْن عمار يسْأَله السراح وَهُوَ ضيف عِنْده

(يَا واثقا فَضَح السَّحَاب ... الْجُود فِي معنى السماح)

(ومطابقا يَأْتِي وُجُوه ... الجدّ من طرق المزاح)

(أسرفت فِي برّ الضيوف ... فَخذ قليلاّ فِي السّراح)

فَرَاجعه المعتصم بقوله وَهُوَ أشعر مِنْهُ فِي الْجَواب

(يَا فَاضلا فِي شكره ... أصل الْمسَاء مَعَ الصَّباح)

(هلا رفقت بمهجتي ... عِنْد التَّكَلُّم فِي السّراح)

(إِن السماح ببعدكم ... وَالله لَيْسَ من السّماح)

وَله فِي جدول

(انْظُر إِلَى حسن هَذَا المَاء فِي صببه ... كَأَنَّهُ أَرقم قد جدّ فِي هربه)

كَذَا قَالَ هَذَا الْبَيْت فَردا وَقد تقدم ذكر الْخلاف فِي مثله هَل هُوَ شعر أم لَا

وَكَانَ الَّذِي بَينه وَبَين الْمُعْتَمد مُحَمَّد بن عباد غير صَالح فَكتب إِلَيْهِ الْمُعْتَمد وَقد اتهمه بالسعي عَلَيْهِ عِنْد يُوسُف بن تاشفين أَمِير الْمغرب

(يَا من تمرس بِي يُرِيد مساءتي ... لَا تقرضنّ فقد نصحت لمندم)

(من غرّه مني خلائق سهلة ... فالسّم تَحت ليان مسّ الأرقم)

ثمَّ تحرّك ابْن تاشفين من العدوة بعد وقيعة الزلافة وَأَجَازَ الْبَحْر إِلَى الأندلس وتقدمه سير بن أبي بكر فَلم يخرج إِلَيْهِ الْمُعْتَمد لبطالة كَانَ فِيهَا منغمساً وَكَانَت أول وَحْشَة وَقعت بَينهمَا ثمَّ توجهوا جَمِيعًا إِلَى حصن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015