(فَلَا خير فِي الدنياا وَلَا فِي نعيمها ... إِذا غَابَ عَنْهَا حَيْوَة بن ملامس)
(أَخُو السَّيْف قارى الضَّيْف حقايراهما ... عَلَيْهِ ونافى الضيم عَن كل بائس)
وَحكى عِيسَى بن أَحْمد الرَّازِيّ أَن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة أول نُزُوله منية الرصافة بقرطبة وأتخاذه لَهَا نظر إِلَى نَخْلَة مُفْردَة فهاجت شجنه وتذكر بلد الْمشرق فَقَالَ بديهاً
(تبدت لنا وسط الرصافة نَخْلَة ... تناءت بِأَرْض الغرب عَن بلد النّخل)
(فَقلت شبيهي فِي التغرب والنوى ... وَطول التنائي عَن بني وَعَن أَهلِي)
(نشأت بِأَرْض أَنْت فِيهَا غَرِيبَة ... فمثلك فِي الإقصاء والمنتأى مثلي)
(سقتك غوادي المزن من صوبها الَّذِي ... يسح ويستمري السماكين بالوبل)
وَقَالَ أَيْضا فِيهَا
(يَا نخل أَنْت غَرِيبَة مثلي ... فِي الغرب نائية عَن الأَصْل)
(فأبكى وَهل تبْكي مكبسة ... عجماء لم تطبع على خبل)
(لَو أَنَّهَا تبكى إِذا لبكت ... مَاء الْفُرَات ومنبت النّخل)
(لَكِنَّهَا ذهلت وأذهلني ... بغضي بني الْعَبَّاس عَن أَهلِي)
وَقد قيل إِن الأبيات الْأَرْبَعَة الأول لعبد الْملك بن بشر بن عبد الْملك بن بشر بن مَرْوَان بن الحكم قَالَهَا عِنْد دُخُوله الأندلس فِرَارًا من بني الْعَبَّاس فِي صدر أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَقيل فِي الأبيات الْأَخِيرَة إِنَّهَا لعبد الْملك