(معَاذ الله أَن تبقى عيالا ... وَأَن ترْضى لمثلك أَن يذالا)
(وَكَيف وَأَنت مُنْقَطع إِلَيْنَا ... وَقد علقت يداك بِنَا حِبَالًا)
(ودونك من نوافلنا يسير ... وَلَكنَّا انتقيناه حَلَالا)
وَلما نَهَضَ إِلَى قرطبة بعد تغلبه عَلَيْهَا وَأَخذه إِيَّاهَا عنْوَة بالفتكة الْأَخِيرَة الْقَاهِرَة خرج أَهلهَا إِلَيْهِ متلقين لَهُ ومسلمين عَلَيْهِ فَأَنْشد متمثلاً
(إِذا مَا رأوني طالعاً من ثنيّة ... يَقُولُونَ من هَذَا وَقد عرفوني)
(يَقُولُونَ لي أَهلا وسهلاً ومرحباً ... وَلَو ظفروا بِي سَاعَة قتلوني)
فَكَانَ بهما فِي هَذَا الموطن أَحَق من قَائِلهَا
113 - عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار ابْن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر أَبُو الْمطرف المستظهر بِاللَّه
أَخُو أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن هِشَام الْمهْدي بُويِعَ لَهُ بالخلافة بقرطبة فِي رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بعد ذهَاب دولة بني حمود وانقراضها من قرطبة وَهُوَ ابْن ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة
ثمَّ ثار عَلَيْهِ ابْن عَمه المستكفي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد فِي طَائِفَة من أراذل الْعَوام فَقتل المستظهر لثلاث بَقينَ من ذِي الْقعدَة من السّنة فَكَانَت خِلَافَته سَبْعَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَلم يعقّب