الحله السيراء (صفحة 23)

(فرجت بِمَالي همه من مقَامه ... وزايله هم طروق مسامر)

(وَكَانَ لَهُ فضل على بظنه ... بِي الْخَيْر إِنِّي للَّذي ظن شَاكر)

وَقَالَ أَيْضا وَقد عمى فِي آخر عمره وروى عَنهُ من وُجُوه قَالَه أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَغَيره

(إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما ... فَفِي لساني وقلبي مِنْهُمَا نور)

(قلبِي ذكي وعقلي غير ذِي دخل ... وَفِي فمي صارم كالسيف مأثور)

وَهَذَا من أحسن مَا قيل فِي هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ دَاخل فِي بَاب تَحْسِين مَا يقبح وَقد جمعت قِطْعَة من ذَلِك فِي تأليفى للخزانة الْعَالِيَة الإمامية الموسوم ب قطع الرياض فِي بدع الْأَغْرَاض وَمن ذَلِك قَول بشار بن برد

(عميت جَنِينا والذكاء من الْعَمى ... فَجئْت مُصِيب الظَّن للْعلم موئلا)

(وغاض صفاء الْعين لِلْعَقْلِ رافدا ... بقلب إِذا ماضيع النَّاس حصلا)

(وَشعر كنور الرَّوْض لامست نظمه ... بقول إِذا مَا أَحْزَن الشّعْر أسهلا)

وَقَالَ آخر ويروى لأبي الْعَلَاء وَالصَّحِيح أَنه لأبي الْحسن الحصري

(وَقَالُوا قد عميت فَقلت كلا ... وَإِنِّي الْيَوْم أبْصر من بَصِير)

(سَواد الْعين زار سَواد قلبِي ... ليجتمعا على فهم الْأُمُور)

وَقَالَ عبد الله بن سُلَيْمَان الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بدرود وَيُقَال دريود وَكَانَ أعمى

(تَقول من للعمى بالْحسنِ قلت لَهَا ... كفى عَن الله فِي تَصْدِيقه الْخَبَر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015