وَمِنْهَا يصف الْخمر
(رب كأس قد كست جنح الدجى ... ثوب نور من سناها أشرقا)
(بت أسقيها رشاً فِي طرفه ... سنة تورث عَيْني أرقا)
(خفيت للعين حَتَّى خلتها ... تتقى من لحظه مَا يتقى)
(أشرقت فِي ناصع من كَفه ... كشعاع الشَّمْس لَاقَى الفلقا)
(وَكَأن الكأس فِي أنمله ... صفرَة النرجس تعلو الورقا)
(أَصبَحت شمساً وفوه مغرباً ... وَيَد الساقي المحيي مشرقا)
(فَإِذا مَا غربت فِي فَمه ... تركت فِي الخد مِنْهُ شفقا)
وَمِنْهَا فِي أَوْصَاف شَتَّى
(وغمام هطل شؤبوبه ... نادم الرَّوْض فغنى وَسَقَى)
(فَكَأَن الأَرْض مِنْهُ مطبق ... وَكَأن النصب جَان أطبقا)
(خلع الْبَرْق على أرجائه ... ثوب وشى مِنْهُ لما برقا)
(وَكَأن الْعَارِض الجون بِهِ ... أدهم خلى عَلَيْهِ بلقا)
(وَكَأن الرّيح إِذْ هبت لَهُ ... طيرت فِي الجو مِنْهُ عقعقا)
(فِي ليل ضل سارى نجمها ... حائراً لَا يستبين الطرقا)
(أوقد الْبَرْق لَهَا مصباحه ... فانثنى وَجه دجاها مشرقا)
(وشدا لرعد حنيناً فجرت ... أكؤس المزن عَلَيْهِ عرقا)
(وغدت تجذبه الشَّمْس وَقد ... ألحفته من سناها نمرقا)
(فَكَأَن الشَّمْس تحيى نَفسه ... غرَّة المعشوق تحيى الشيقا)