الحله السيراء (صفحة 136)

وَكَانَ عبد الْكَرِيم بليغاً مفوهاً شَاعِرًا وَولى الْكتاب للْحكم إِثْر مُحَمَّد بن أُميَّة وقاد الصوائف وَجَرت على يَدَيْهِ فتوح جسام وعَلى يَدَيْهِ أستأمن أهل الربض وَله رسائل عَن الحكم فِي الهيج ذكر ذَلِك عِيسَى بن أَحْمد الرَّازِيّ قَالَ وَأخرجه الحكم إِلَى عمروس وَكَانَ قد خلع بسرقسطة فأستماله وَقدم بِهِ قرطبة فوصله الحكم وخلع عَلَيْهِ وسجل لَهُ على سرقسطة وتطيلة ووشقه وَصَرفه إِلَى الثغر فَمَاتَ هُنَاكَ وَأنْشد ابْن حَيَّان لعبد الْكَرِيم هَذَا فِي رثاء الحكم بن هِشَام وتهنئة وَلَده الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم بالخلافة

(كَانَ الزَّمَان مرزأ بخليفة ... أودى فكاد نهارنا أَن يظلما)

(حَتَّى إِذا قعد الإِمَام لبيعة ... كالغيث شح بوبله ثمَّ أنهمى)

(لله أَيَّة بيعَة مَا أعظما ... وَأجل فخراً فِي الْأَنَام وأفخما)

أَعْطَتْ قُرَيْش بيعَة مرضية ... لإمامها الْملك الْكَرِيم المنتمي)

(وبدا كَمثل الْبَدْر ينصدع الدجى ... عَنهُ ويكشف نوره مَا أبهما)

(لله أَنْت أَبُو الْمطرف فِي الوغى ... ولخائف ولمعتف قد أعدما)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015