6982 - عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يري رؤيا إلا جاءته مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد, ويتزود لذلك, ثم يرجع إلي خديجة فتزوِّده لمثلها, حتي فجئه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ, فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني الثانية حتي بلغ مني الجهد, ثم أرسلني فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطَّني الثالثة حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - حتي بلغ - مَا لَمْ يَعْلَمْ} , فرجع بها ترجف بوادره, حتي دخل علي خديجة فقال: زمِّلوني, زمِّلوني. فزمِّلوه حتي ذهب عنه الروَّع فقال: ياخديجة مالي؟ وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت علي نفسي, فقالت له: كلا, أبشرْ, فو الله لا يخزيك الله أبدًا, إنك لتصل الرحم, وتصدقُ الحديث, وتحمل الكل, وتقري الضيف, وتعين علي نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتي أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزي بن قصيّ - وهو ابن عم خديجة أخو أبيها- وكان امرءًا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ماشاء الله أن يكتب وكان شيخًا كبيرًا قد عميَ, فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ, اسمعْ من ابن أخيك. فقال ورقة: ابن أخي ماذا تري؟ فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رأي,