الموعظة العامة كفاية، وذلك إذا كان المدعو المقصود بين جمهور المخاطبين أو يبلغه ذلك، كأن يقول الداعية: ما بال أقوام، أو ما بال أناس، أو ما بال رجال يفعلون كذا، أو يتركون كذا.

19 - إن الداعية لا يكون حكيما في دعوته إلا بفقهه لركائز الدعوة، وذلك: بمعرفة ما يدعو إليه، وما هي الصفات والأخلاق والآداب التي ينبغي أن يلتزم بها الداعية، ومعرفة المدعوين وأصنافهم، والوسائل والأساليب التي تستخدم في نشر الدعوة وتبليغها.

20 - إن الدعوة بالمواقف الحكيمة المشرفة، لها الأثر البالغ قي قلوب المدعوين؛ لأنها تدفعهم إلى التفكر والتأمل، ثم تكون نقطة التحول في نظام حياتهم بإذن الله تعالى.

21 - إن اطلاع الداعية على مواقف النبي صلى الله عليه وسلم الحكيمة في عفوه وصفحه، ورفقه وحلمه وأناته، وشجاعته، وجوده وكرمه، وإصلاحه، من أعظم ما يفيد الداعية في حياته، وخاصة في دعوته إلى الله- تعالى-.

22 - إن للصحابة وأتباعهم ومن سار على نهجهم مواقف حكيمة في دعوتهم إلى الله- تعالى-، تدل على صدقهم ورغبتهم فيما عند الله - تعالى-، وتبين مدى جهودهم، وتغذي وتربي من اطلع عليها من الدعاة إلى الله - تعالى-.

23 - إن من أعظم الحكمة في دعوة الملحدين أن تقدم لهم الأدلة الفطرية على وجود الله- تعالى- وربوبيته، والبراهين العقلية القطعية بمسالكها التفصيلية، والأدلة الحسية المشاهدة، ثم يختم ذلك بالأدلة الشرعية.

24 - إن من الحكمة في دعوة الوثنيين بالحكمة القولية أن يقدم لهم الداعية الحجج والبراهين العقلية على إثبات ألوهية الله - تعالى-، وأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015