وصرح تعالى بشمول رسالة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأهل الكتاب، فقال: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 20] (?) {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] (?) {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] (?). {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28] (?).
وبلغ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الناس جميعا أنه خاتم الأنبياء، وأن رسالته عامة، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «أعطيت خمس لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي "، وذكر منها: " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة». . . الحديث (?).
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا، فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذا اللبنة؟ " قال: " فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين» (?). وعموم رسالته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لجميع الإنس والجن في كل زمان ومكان من بعثته إلى يوم القيامة، وكونها خاتمة الرسالات، يقضي ويدل دلالة قاطعة على أن النبوة قد انقطعت بانقطاع الوحي بعده، وأنه لا مصدر للتشريع والتعبد