فؤادك، والله إن بك من بأس، قال: إنه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليَّ لقتلني، فمات عدو الله بسرف، وهم قافلون إلى مكة " (?) وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه- أنه سُئلَ عن جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: جُرِحَ وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكُسِرَت رباعيته، وهُشِمَت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة - عليها السلام- تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يرتد إلا كثرة أخذت حصيرًا فأحرقته حتى صار رمادًا، ثم ألزقته فاستمسك الدم " (?) وقد حصل له هذا الأذى العظيم الذي ترتج لعظمته الجبال، وهو نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يدع على قومه، بل دعا لهم بالمغفرة، لأنهم لا يعلمون.
فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال: «كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (?) فالأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم قد كانوا (?) على جانب عظيم من الحلم والتصبر، والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم