ومن خلال ما سبق تتضح أهمية الشورى، وأثرها في مواجهة الأحداث، ولو استغنى أحد عنها لاستغنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يشاور صحابته عند الملمات، بل إنه كان يأخذ برأيهم، ولو خالف رأيه -أحيانا- كما حدث في أُحُد.
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به ... رغم الخلاف، ورأي الفرد يشقيها
ولذا يقول الشاعر:
ومن الرجال إذا استوت أخلاقهم ... من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يحل بكل واد قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول فينطق
ويقول الآخر:
إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه
وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيبا ولا تعصه
وقد قيل: الناس ثلاثة:
رجل كامل -أي الكمال النسبي- وهو الذي له عقل ويستشير، ونصف رجل: وهو الذي له عقل (?) ولا يستشير، والثالث: لا شيء، وهو الذي لا عقل له ولا يستشير (?) .