ذكرت أن الفردية من خوارم الحكمة، ومن وسائل تجنب الفردية الاستشارة.
والشورى لها مكانتها في الإسلام، وللدلالة على أهميتها وعظم منزلتها، أن الله -سبحانه- أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم الذي يوحى إليه، أن يستشير صحابته فقال -سبحانه-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران: من الآية 159) . بل إن هذه الآية جاءت في سياق يفيد أن هذا هو مقتضى الحكمة، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران: 159) .