والعلم من أهم قواعد الحكمة ودعائمها، فكما أن الجهل مانع من موانعها، فإن العلم سبب من أسبابها، وركن من أركانها.
ولهذا قال -سبحانه-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية 28) . وخشية الله من الحكمة، وقال تعالى-: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر: من الآية 9) . لا يستوون في أشياء كثيرة، ومنها إدراك الحكمة.
وقرن الله بين الحكم -وهي الحكمة- والعلم في عدة آيات من كتاب الله، فيقول -سبحانه- عن لوط: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} (الأنبياء: من الآية 74) . ويقول عن يوسف: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف: 22) . ويقول عن داود وسليمان: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} (الأنبياء: من الآية 79) . وقال عن موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} (القصص: من الآية 14) .