5- أما أعظم أمر رأيت الحكمة متمثلة فيه من خلال منهج القرآن الكريم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو معالجة قضية المنافقين، وهو العلاج الذي استمر منذ هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وحتى غزوة تبوك، بل إلى وفاته صلى الله عليه وسلم.
وكما شغل حيزا كبيرا من وقته صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقد نزلت فيها آيات كثيرة جدا في كتاب الله، حتى نزلت سورة كاملة في هذا الموضوع.
وقد اتسم علاج هذه المشكلة بعدة سمات، من أبرزها:
1- طول المدة، وهي ما بين هجرته إلى قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على الصبر العظيم، الذي تحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعالج هذه المشكلة العويصة بتؤدة وروية.
2- الآيات الكثيرة التي نزلت في القضية، حيث لا يقاربها قضية أخرى إلا قضية الشرك والمشركين، وقضية أهل الكتاب. والله -سبحانه- قادر على حسمها في آية واحدة، ولكن القرآن جاء ليرسم منهجا للبشر فيه صفة الشمول والديمومة، لأنه دين عالمي.