وَقَالَ بَعضهم التَّابِعِيّ كل مُسلم صحب صحابيا وَقيل من لقِيه وَهُوَ الْأَظْهر كزين العابدين وَمُحَمّد الباقر وأويس الْقَرنِي وَأما الَّذين كَانُوا فِي زَمَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأدركوا الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَلم يرَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فهم من كبار التَّابِعين وطبقة الْأَصْحَاب الَّذين عدوا فِي التَّابِعين وطبقة التَّابِعين الَّذين لم يثبت لَهُم السماع من الصَّحَابَة كإبراهيم بن سُوَيْد النَّخعِيّ وطبقة التبع الَّذين لاقوا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأبي الزِّنَاد وَهِشَام بن عُرْوَة فَهِيَ مبسوطة فِي كتب أَسمَاء الرِّجَال
قَالَ السَّيِّد الشريف الْجِرْجَانِيّ الْبَحْث عَن تفاصيل الْأَسْمَاء والكنى والألقاب والمراتب فِي الْعلم والورع لهاتين المرتبتين أَي الصَّحَابِيّ والتابعي وَمَا بعدهمَا يُفْضِي إِلَى تَطْوِيل انْتهى وَتبع التَّابِع مُسلم رأى تابعيا وَهَذِه طبقَة ثَالِثَة بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمِنْهَا الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق وَأَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت الإِمَام الْأَعْظَم وَمَالك وَالْأَوْزَاعِيّ وَالثَّوْري وَابْن جريج بالجيمين وَشعْبَة وَبَعض تلامذتهم كيحيى بن سعيد وعبد الله بن الْمُبَارك وَمُحَمّد بن حسن الشَّيْبَانِيّ وَمُحَمّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي وَغَيرهم وَهَذِه الطَّبَقَات الثَّلَاث هِيَ الْمَشْهُود لَهَا بِالْخَيرِ على لِسَان نبيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قَالَ خير الْقُرُون قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ الحَدِيث وهم الصَّدْر الأول وَالسَّلَف الصَّالح والمحتج بهم فِي كل بَاب وَعَلَيْهِم الْمعول وبهم المستمسك فِي جَمِيع الْأَحْوَال والأعمال والأخلاق وَالْأَحْكَام عِنْد أولي الْأَلْبَاب
وَبِالْجُمْلَةِ الْكتب المصنفة فِي أَسمَاء الرِّجَال على أَنْوَاع كَذَا فِي كشف الظنون مِنْهَا المؤتلف والمختلف لجَماعَة كالدارقطني والخطيب الْبَغْدَادِيّ وَابْن مَاكُولَا وَابْن نقطة وَمن الْمُتَأَخِّرين الذَّهَبِيّ والمزني وَابْن حجر وَغَيرهم وَمِنْهَا الْأَسْمَاء الْمُجَرَّدَة عَن الألقاب والكنى صنف فِيهِ الإِمَام مُسلم وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن بشر الدولابي وَابْن عبد الْبر لَكِن أحْسنهَا ترتيبا كتاب الإِمَام أبي عبد الله الْحَاكِم وللذهبي المقتنى فِي سرد الكنى وَمِنْهَا الألقاب صنف فِيهِ أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ وَأَبُو الْفضل الفلكي سَمَّاهُ مُنْتَهى الْكَمَال وَابْن الْجَوْزِيّ وَمِنْهَا الْمُتَشَابه