إِلَى الْمخْرج لِأَن الْغَرَض مِمَّن ذكر الْأَسَانِيد كَانَ أَولا إِثْبَات الحَدِيث وتصحيحه وَهَذِه كَانَت وَظِيفَة الْأَوَّلين وَقد كفوا تِلْكَ الْمُؤْنَة فَلَا حَاجَة بهم إِلَى ذكر مَا فرغوا مِنْهُ كَذَا فِي كشف الظنون
ذكر الْمولى عبد الْعَزِيز الْمُحدث الدهلوي فِي العجالة النافعة مَا نَصه بِالْعَرَبِيَّةِ إِن كتب الحَدِيث لَهَا طرق متنوعة كالجوامع وَالْجَامِع فِي اصْطِلَاح الْمُحدثين مَا يُوجد فِيهِ جَمِيع أَقسَام الحَدِيث أَي أَحَادِيث العقائد وَأَحَادِيث الْأَحْكَام وَأَحَادِيث الرقَاق وَأَحَادِيث آدَاب الْأكل وَالشرب وَأَحَادِيث السّفر وَالْقِيَام وَالْقعُود وَالْأَحَادِيث الْمُتَعَلّقَة بالتفسير والتاريخ وَالسير وَأَحَادِيث الْفِتَن وَأَحَادِيث المناقب والمثالب وَقد صنف عُلَمَاء الحَدِيث فِي كل فن من هَذِه الْفُنُون الثَّمَانِية تصانيف مُفْردَة
فأحاديث العقائد مِنْهَا تسمى علم التَّوْحِيد وَفِيه كتاب التَّوْحِيد لأبي بكر بن خُزَيْمَة وَكتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات للبيهقي الْأَحْكَام
وَأَحَادِيث الْأَحْكَام من كتاب الطَّهَارَة إِلَى كتاب الْوَصَايَا على تَرْتِيب الْفِقْه تسمى سننا والكتب المصنفة فِيهَا أَكثر من أَن تحصر
قلت وَذكرت قسطا مِنْهَا فِي كتابي الْمُسَمّى ب جنان الْمُتَّقِينَ ذيل بُسْتَان الْمُحدثين انْتهى الرقَاق
وَأَحَادِيث الرقَاق تسمى علم السلوك والزهد وَفِيه كتاب الزّهْد للْإِمَام أَحْمد وعبد الله بن الْمُبَارك وَجَمَاعَة أُخْرَى