هَذِه منقبة شريفة تخْتَص بهَا رُوَاة الْآثَار ونقلتها لِأَنَّهُ لَا يعرف لعصابة من الْعلمَاء من الصَّلَاة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر مَا يعرف لهَذِهِ الْعِصَابَة نسخا وذكرا
وَقَالَ أَبُو الْيمن ابْن عَسَاكِر لِيهن أهل الحَدِيث كثرهم الله تَعَالَى هَذِه الْبُشْرَى فقد أتم الله تَعَالَى نعمه عَلَيْهِم بِهَذِهِ الْفَضِيلَة الْكُبْرَى فَإِنَّهُم أولى النَّاس بِنَبِيِّهِمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأقربهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَسِيلَة يَوْم الْقِيَامَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُم يخلدُونَ ذكره فِي طروسهم ويجددون الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم عَلَيْهِ فِي مُعظم الْأَوْقَات فِي مجَالِس مذاكرتهم ودروسهم فهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْفرْقَة النَّاجِية جعلنَا الله تَعَالَى مِنْهُم وحشرنا فِي زمرتهم آمين انْتهى الْمَقْصُود مِنْهُ مُلَخصا
قلت وروينا فِي كتاب الْحَاكِم أبي عبد الله عَن مطر الْوراق فِي قَوْله تَعَالَى {أَو أثارة من علم} قَالَ اسناد الحَدِيث أَي الإثارة هِيَ الْإِسْنَاد وَعَن مَالك بن أنس فِي قَوْله تَعَالَى {وَإنَّهُ لذكر لَك ولقومك} قَالَ قَول الرجل حَدثنِي أبي عَن جدي وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يزَال النَّاس من أمتِي منصورين لَا يضرهم من خالفهم حَتَّى تقوم السَّاعَة رَوَاهُ ابْن ماجة سُئِلَ الإِمَام أَحْمد عَن هَذَا الحَدِيث مَا مَعْنَاهُ قَالَ هم أهل الحَدِيث وَلَو لم يكن المحدثون تِلْكَ الطَّائِفَة المنصورة فَلَا أعلم من هِيَ
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه سَيَأْتِي من بعدِي قوم يسألونكم الحَدِيث عني فَإِذا جاؤكم فالطفوا لَهُم وحدثوهم وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سارعوا فِي طلب الْعلم فلحديث عَن صَادِق خير من الأَرْض وَمَا عَلَيْهَا من ذهب وَفِضة
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من أفضل الْفَائِدَة حَدِيثا يسمعهُ الرجل فَيحدث بِهِ أَخَاهُ