وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي حجَّة الْوَدَاع نضر الله امْرأ سمع مَقَالَتي فوعاها فَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه رَوَاهُ الْبَزَّار باسناد حسن وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث زيد بن ثَابت وَكَذَا رُوِيَ من حَدِيث معَاذ بن جبل ونعمان ابْن بشير وَجبير بن مطعم وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي قرصافة وَغَيرهم من الصَّحَابَة وَبَعض أسانيدهم صَحِيح كَمَا قَالَه الْمُنْذِرِيّ
وَعَن أبي عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ إرحم خلفائي قُلْنَا يَا رَسُول الله وَمن خلفاؤك قَالَ الَّذين يروون أحاديثي ويعلمونها النَّاس رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَلَا ريب أَن أَدَاء السّنَن إِلَى الْمُسلمين نصيحة لَهُم من وظائف الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ فَمن قَامَ بذلك كَانَ خَليفَة لمن يبلغ عَنهُ وكما لَا يَلِيق بالأنبياء أَن يهملوا أعاديهم وَلَا ينصحوهم كَذَلِك لَا يحسن لطَالب الحَدِيث وناقل السّنَن أَن يمنحها صديقه ويمنعها عدوه فعلى الْعَالم بِالسنةِ أَن يَجْعَل أكبر همه نشر الحَدِيث فقد أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالتبليغ عَنهُ حَيْثُ قَالَ وبلغوا عني وَلَو آيَة الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ قَالَ المظهري أَي بلغُوا أحاديثي وَلَو كَانَت قَليلَة
وَقَالَ إِمَام الْأَئِمَّة مَالك رَحمَه الله بَلغنِي أَن الْعلمَاء يسْأَلُون عَن تبليغهم الْعلم كَمَا يسْأَل الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ لَا أعلم علما أفضل من علم الحَدِيث لمن أَرَادَ بِهِ وَجه الله تَعَالَى إِن النَّاس يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى فِي طعامهم وشرابهم فَهُوَ أفضل من التَّطَوُّع بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَام لِأَنَّهُ فرض كِفَايَة
وَفِي حَدِيث أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يحمل هَذَا الْعلم من كل خلف عَدو لَهُ ينفون عَنهُ تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الْجَاهِلين وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ من الصَّحَابَة عَليّ وَابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بن سَمُرَة ومعاذ وَأَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم وَأوردهُ ابْن عدي من طرق كَثِيرَة كلهَا