(أخلاي إِن شط الحبيب وربعه ... وَعز تلاقيه وناءت مَنَازِله)
(فَإِن فاتكم أَن تبصروه بِعَيْنِه ... فَمَا فاتكم بِالسَّمْعِ هذي شمائله)
وعَلى الشَّمَائِل شُرُوح كَثِيرَة مِنْهَا شرح الْقُسْطَلَانِيّ والجلال السُّيُوطِيّ وَابْن حجر الْمَكِّيّ وَعلي الْقَارِي الْهَرَوِيّ وَعبد الرؤوف الْمَنَاوِيّ وَالشَّيْخ سُلَيْمَان الْجمل وللشيخ إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الباجوري رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ حَاشِيَة حافلة سَمَّاهَا الْمَوَاهِب اللدنية على الشَّمَائِل المحمدية وَعَلِيهِ شرح للفاضل القنوجي الشَّيْخ عليم الدّين القريشي سَمَّاهُ دُرَر الْفَضَائِل فِي شرح الشَّمَائِل
أَبُو عبد الرَّحْمَن بن شُعَيْب بن عَليّ بن بَحر بن سِنَان بن دِينَار النَّسَائِيّ نِسْبَة إِلَى نسَاء بلد بخراسان وَقد يُقَال فِي نسبته نسوي بقلب الْهمزَة واوا ولد سنة خمس عشرَة وَقيل أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ كَانَ أحد أَعْلَام الدّين وأركان الحَدِيث إِمَام أهل عصره ومقدمهم وعمدتهم وقدوتهم بَين أَصْحَاب الحَدِيث وجرحه وتعديله مُعْتَبر بَين الْعلمَاء
قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ غير مرّة يَقُول أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر بِعلم الحَدِيث ويجرح الروَاة وتعديلهم فِي زَمَانه وَكَانَ فِي غَايَة من الْوَرع والتقى أَلا ترى أَنه يروي فِي سنَنه عَن الْحَارِث بن مِسْكين هَكَذَا قريء عَلَيْهِ وَأَنا أسمع وَلَا يَقُول فِي الرِّوَايَة عَنهُ حَدثنَا وَأخْبرنَا كَمَا يَقُول فِي رِوَايَات أُخْرَى عَن مشايخه قيل وَكَانَ سَببه وُقُوع الخشونة بَينه وَبَين الْحَارِث فَكَانَ لَا يظْهر عَلَيْهِ فِي مَجْلِسه ويحضر وَقت تحديثه مستمعا للْحَدِيث مختفيا فِي زَاوِيَة بِحَيْثُ لَا يطلع عَلَيْهِ الْحَارِث وَهُوَ يسمع صَوته من هُنَاكَ سمع حميد بن سعدة وَعمْرَان بن مُوسَى وهما أول من أخرج لَهُ الرباعي فِي الْمُجْتَبى وقتيبة ابْن سعيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعلي بن حجر وَعلي بن حشرم