أحب أَن أتفهم مَا أحدث بِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى وَزَاد صَاحب التَّيْسِير وَكَانَ مهابا ولبعض أهل الْمَدِينَة فِيهِ نظم
(يدع الْجَواب فَلَا يُرَاجع هَيْبَة ... والسائلون نواكس الأذقان)
(أدب الْوَقار وَعز سُلْطَان التقى ... فَهُوَ المطاع وَلَيْسَ ذَا سُلْطَان) انْتهى
ونسبهما الْمولى عبد الْعَزِيز الدهلوي إِلَى سُفْيَان الثَّوْريّ وَالله أعلم قَالَ فِي الْإِحْيَاء قَالَ مَالك الْعلم نور يَجعله الله حَيْثُ يَشَاء وَلَيْسَ بِكَثْرَة الرِّوَايَة وَهَذَا الاحترام والتوقير يدل على قُوَّة مَعْرفَته بِجلَال الله تَعَالَى وَأما إِرَادَته وَجه الله تَعَالَى بِالْعلمِ فَيدل عَلَيْهِ قَول الْجِدَال فِي الدّين لَيْسَ بِشَيْء وَيدل عَلَيْهِ قَول الشَّافِعِي إِنِّي شهِدت مَالِكًا وَقد سُئِلَ عَن ثَمَان وَأَرْبَعين مَسْأَلَة فَقَالَ فِي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْهَا لَا أَدْرِي وَمن يرد غير وَجه الله تَعَالَى بِعِلْمِهِ فَلَا تسمح نَفسه بِأَن يقر على نَفسه بِأَنَّهُ لَا يدْرِي وَلذَلِك قَالَ الشَّافِعِي إِذا ذكر الْعلمَاء فمالك النَّجْم الثاقب وَمَا أحد آمن عَليّ من مَالك
وَرُوِيَ أَن أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور مَنعه من رِوَايَة الحَدِيث فِي طَلَاق الْمُكْره ثمَّ دس عَلَيْهِ من يسْأَله فروى على مَلأ من النَّاس لَيْسَ على مستكره طَلَاق فَضَربهُ بالسياط وَلم يتْرك رِوَايَة الحَدِيث وَقَالَ مَالك مَا كَانَ رجل صَادِقا فِي حَدِيثه وَلَا يكذب إِلَّا متع بعقله وَلم تصبه مَعَ الْهَرم آفَة وَلَا خرف وَأما زهده فِي الدُّنْيَا فَيدل عَلَيْهِ مَا رُوِيَ أَن الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ هَل لَك من دَار فَقَالَ لَا وَلَكِن أحَدثك فِيهِ حَدِيثا سَمِعت ربيعَة بن عبد الرَّحْمَن يَقُول نسب الْمَرْء دَاره وَسَأَلَهُ الرشيد هَل لَك دَار فَقَالَ لَا فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَقَالَ اشْتَرِ بهَا دَارا فَأَخذهَا وَلم ينفقها فَلَمَّا أَرَادَ الرشيد الشخوص قَالَ لمَالِك يَنْبَغِي أَن تخرج مَعنا قَالَ عزمت أَن أحمل النَّاس على الْمُوَطَّأ كَمَا حمل عُثْمَان النَّاس على الْقُرْآن فَقَالَ أما حمل النَّاس على