قَالَ فِي أول جَامعه أَبْوَاب الطَّهَارَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَاب مَا جَاءَ لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد قَالَ ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن سماك بن حَرْب وَحدثنَا هناد قَالَ حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن سماك عَن مُصعب بن سعد عَن أبن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول قَالَ هناد فِي حَدِيثه إِلَّا بِطهُور قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا الحَدِيث أصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب وَأحسن انْتهى وَله ثلاثي وَاحِد حَدثنَا اسماعيل ابْن مُوسَى قَالَ حَدثنَا عمر بن شَاكر عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي على النَّاس زمَان الصابر مِنْهُم على دينه كالقابض على الْجَمْر انْتهى
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ ثَالِث الْكتب السِّتَّة قَالَ التِّرْمِذِيّ صنفت هَذَا الْكتاب فعرضته على عُلَمَاء الْحجاز وَالْعراق وخراسان فرضوا بِهِ وَمن كَانَ فِي بَيته فَكَأَنَّمَا النَّبِي فِي بَيته يتَكَلَّم وَقد اشْتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَى مُؤَلفه فَيُقَال جَامع التِّرْمِذِيّ وَيُقَال لَهُ السّنَن أَيْضا وَالْأول أَكثر
قَالَ ابْن الْأَثِير وَكتابه هَذَا أحسن الْكتب وأكثرها فَائِدَة وأحسنها ترتيبا وأقلها تَكْرَارا وَفِيه مَا لَيْسَ فِي غَيره من ذكر الْمذَاهب ووجوه الِاسْتِدْلَال وتبيين أَنْوَاع الحَدِيث وَالْحسن والغريب وَقَالَ فِي بُسْتَان الْمُحدثين تصانيف التِّرْمِذِيّ كَثِيرَة وأحسنها هَذَا الْجَامِع الصَّحِيح بل هُوَ من بعض الْوُجُوه والحيثيات أحسن جَمِيع كتب الحَدِيث الأول من جِهَة حسن التَّرْتِيب وَعدم التّكْرَار وَالثَّانِي من جِهَة ذكر مَذَاهِب الْفُقَهَاء ووجوه الِاسْتِدْلَال لكل أحد من أهل الْمذَاهب وَالثَّالِث من جِهَة بَيَان أَنْوَاع الحَدِيث من الصَّحِيح وَالْحسن والضعيف والغريب والمعلل بالعلل وَالرَّابِع من جِهَة بَيَان أَسمَاء الروَاة وألقابهم وَكُنَاهُمْ وَنَحْوهَا