تأريخ الْإِسْلَام وَأما جَامع البُخَارِيّ الصَّحِيح فأجل كتب الْإِسْلَام وأفضلها بعد كتاب الله تَعَالَى وَهُوَ أَعلَى فِي وقتنا هَذَا إِسْنَادًا للنَّاس وَمن ثَلَاثِينَ سنة يفرحون بعلو سَمَاعه فَكيف الْيَوْم فَلَو رَحل الشَّخْص لسماعه من ألف فَرسَخ لما ضَاعَت رحلته انْتهى وَهَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة

وروى بِالْإِسْنَادِ الثَّابِت عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَأَنِّي وَاقِف بَين يَدَيْهِ وَبِيَدِي مروحة أذب بهَا عَنهُ فَسَأَلت بعض المعبرين فَقَالَ لي أَنْت تذب عَنهُ الْكَذِب فَهُوَ الَّذِي حَملَنِي على إخراح الصَّحِيح وَأَيْضًا قَالَ البُخَارِيّ كنت عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فَقَالَ لي بعض أَصْحَابه لَو جمع أحد كتابا مُخْتَصرا فِي السّنَن الصَّحِيحَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي بلغت من الصِّحَّة أقْصَى درجاتها كَانَ أحسن وتيسر الْعَمَل عَلَيْهِ للعاملين من دون مُرَاجعَة إِلَى الْمُجْتَهدين قَالَ فَوَقع ذَلِك فِي قلبِي وَأخذ بِمَجَامِع خاطري فصنفت هَذَا الْجَامِع الصَّحِيح

قَالَ النَّسَائِيّ أَجود هَذِه الْكتب كتاب البُخَارِيّ وَقَالَ البُخَارِيّ مَا كتبت فِي كتابي الصَّحِيح حَدِيثا إِلَّا اغْتَسَلت قبل ذَلِك وَصليت رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ أخرجته من نَحْو سِتّ مائَة ألف حَدِيث وصنفته فِي سِتّ عشرَة سنة وَجَعَلته حجَّة فِيمَا بيني وَبَين الله تَعَالَى وَقَالَ مَا أدخلت فِيهِ إِلَّا صَحِيحا وَمَا تركت من الصَّحِيح أَكثر حَتَّى يطول وَقَالَ صنفت كتابي هَذَا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا أدخلت فِيهِ حَدِيثا حَتَّى استخرت الله تَعَالَى وَصليت رَكْعَتَيْنِ وتيقنت صِحَّته

وَقَالَ الْفربرِي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ البُخَارِيّ مَا وضعت فِي الصَّحِيح حَدِيثا إِلَّا اغْتَسَلت قبل ذَلِك وَصليت رَكْعَتَيْنِ وَأَرْجُو أَن يُبَارك الله تَعَالَى فِي هَذِه المصنفات

وروى عَن عبد القدوس بن همام قَالَ سَمِعت عدَّة من الْمَشَايِخ يَقُولُونَ حول البُخَارِيّ تراجم جَامِعَة بَين قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومنبره وَكَانَ يُصَلِّي لكل تَرْجَمَة رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ يروون مِنْهُم أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي صنفه ببخارى وَقيل بِمَكَّة وَقيل بِالْبَصْرَةِ وكل هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015