الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة: 155، 156] .

فلهذا كان قوله: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} و {مِن سَيِّئَةٍ} متناول لما يصيب الإنسان، ويأتيه من النعم التي تسره، ومن المصائب التي تسوءه.

فالآية متناولة لهذا قطعاً، وكذلك قال عامة المفسرين.

قال أبو العالية: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ} قال: هذه في السراء {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ} قال: وهذه في الضراء.

وقال السدى: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ} : قالوا: والحسنة؛ الخصب؛ ينتج خيولهم وأنعامهم ومواشيهم، ويحسن حالهم، وتلد نساؤهم الغلمان قالوا: {هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} قالوا والسيئة: الضرر في أموالهم، تشائما بمحمد قالوا: {هَذِهِ مِنْ عِندِكَ} يقولون: بتركنا ديننا، واتباعنا محمداً أصابنا هذا البلاء، فأنزل الله: {قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ} الحسنة والسيئة {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} قال القرآن.

وقال الوالبي عن ابن عباس: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ} قال: ما فتح الله عليك يوم بدر، وكذلك قال الضحاك.

وقال الوالبي أيضا عن ابن عباس: {مِنْ حَسَنَةٍ} قال: ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله، قال: " والسيئة " ما أصابه يوم أحد؛ إذ شُجّ في وجهه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015