وَلِهَذَا لَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ أَعْطَاهَا لِلْيَهُودِ يَعْمَلُونَهَا فِلَاحَةً؛ لِعَجْزِ الصَّحَابَةِ عَنْ فِلَاحَتِهَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَحْتَاجُ إلَى سُكْنَاهَا وَكَانَ الَّذِينَ فَتَحُوهَا أَهْلَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَكَانُوا نَحْوَ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ (?) وَانْضَمَّ إلَيْهِمْ أَهْلُ سَفِينَةِ جَعْفَرٍ (?) فَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ قَسَمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمْ أَرْضَ خَيْبَرَ، فَلَوْ أَقَامَ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِيهَا لِفِلَاحَتِهَا تَعَطَّلَتْ مَصَالِحُ الدِّينِ الَّتِي لَا يَقُومُ بِهَا غَيْرُهُمْ، فَلَمَّا كَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفُتِحَتْ الْبِلَادُ وَكَثُرَ الْمُسْلِمُونَ اسْتَغْنَوْا عَنْ الْيَهُودِ فَأَجْلَوْهُمْ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ قَالَ: «نُقِرُّكُمْ فِيهَا مَا شِئْنَا» (?)،وَفِي رِوَايَةٍ: «نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ» (?).

وَأَمَرَ بِإِجْلَائِهِمْ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:" {أَخْرِجُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ} (?) ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015