يخربون بيوتهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار.
وأما زعمه أنهم كانوا يأخذون تراب حمزة للتبرك فهذا كلام فاسد لفظاً ومعنى. فمن هؤلاء الذين يأخذون التراب للتبرك؟ ولِمَ لم يذكرهم المفتون؟ وما معنى تراب حمزة؟ تراب مزرعته؟ أو تراب
قبره؟ .
الذي يقتضيه حال من ينصر الشرك وعبادة القبور أنه يريد به تراب قبره ولكنه لم يذكره، وإذا كان التبرك بالأتربة جائزاً فكيف تركوا تراب قبر حمزة؟ وفي أي زمان كان ذلك؟ .
أما في زمان الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين فحاشاهم من ذلك. كيف وقد تقدم عنهم من حماية حمى التوحيد بإخفاء مدفن ((دانيال)) وقطع شجرة بيعة الرضوان، ما يعلي الله به درجاتهم ويبرئهم من كل مشرك منافق، وإن كان يريد أهل الأزمنة المتأخرة فقد كانت على قبر حمزة قبة عظيمة، وكان الناس يحجون إليها في كل سنة من الآفاق حتى من مصر، فاتخذوها وثناً، فأراد الله تعالى أن يطهر قبر حمزة سيد الشهداء من رجسهم فوفق المجاهدين من رجال حزبه المفلحين فهدموها وقلعوا الرخام حتى صار القبر كما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ذلك فما كان يمكن لأحد أن يأخذ تراباً من القبر إن لم يكن هنالك