الرابع: أن الصحابة لو فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا على موتاكم)) قراءتها، لما أخلوا بها وكان ذلك أمراً معتاداً مشهوراً بينهم.

الخامس: أن انتفاعه باستماعها وحضور قلبه وذهنه عند قراءتها في آخر عهده بالدنيا هو المقصود، وأما قراءتها عند قبره فإنه لا يثاب على ذلك، لأن الثواب إما بالقراءة أو بالاستماع وهو عمل انقطع عن الميت)) وقال في زاد المعاد: ((ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجتمع للعزاء ويقرأ له القرآن لا عند قبره ولا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة)) وقال القاسمي في تفسيره: (( {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} أي لا تؤاخذ نفس بذنب غيرها، بل كل آثمة فإن إثمها عليها، وقال القاشاني: لأن العقاب يترتب على أفعال مظلمة رسخت في النقص بتكرار الأباطيل والأقاويل السيئة التي هي الذنوب، وكذلك الثواب إنما يترتب على أضدادها من فعل الفضائل كما قال تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} أي إلا سعيه وكسبه)) .

تنبيهات

الأول: قال ابن جرير: ((إنما عنى بقوله: {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} الذي ضمن للوليد بن المغيرة أن يتحمل عنه عذاب الله يوم القيامة يقول: ألم يخبر قائل هذا القول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015