قلت في كتابي: ((المنح السانحة في تفسير سورة الفاتحة)) ما نصه: (( {إياك نعبد وإياك نستعين} إياك ضمير مفعول به مقدم للفعل بعده، وتقديم المفعول به يفيد الحصر، أي لا نعبد غيرك ولا نستعين إلا بك. والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاعتقاد والأقوال والأفعال، ويقال: العبادة غاية الذل في غاية الحب)) .
أقول: أرى من الواجب علي أن أذكر بعض أنواع العبادة هنا ليستعين بها السائل على تقرير توحيد الله في نفوس التلامذة وغيرهم.
فالأول: الدعاء وهو كما في الحديث الآتي ((مخ العبادة)) أي لبابها وخالصها، فكل من دعوته لجلب خير أو دفع ضر فيما لا مجال للأسباب فيه كإعطاء العقيم الأولاد لا بطريقة العلاج بل بطريقة التصرف في الكون بالهمة والحال، وجعل المرأة التي تلد الإناث فقط تتحول إلى ولادة الذكور أو بالعكس، أو كصد الأعداء والسباع الضارية بلا قتال، وشفاء المريض كذلك، وإحياء الميت وإماتة الحي وإنزال المطر وما أشبه ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله الذي يقول للشيء ((كن))