عليه، وذلك ممنوع منه في الشريعة، والاتباع ما ثبتت عليه حجة)) وقال في وضع آخر من كتابه: ((كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مقلده، والتقليد في دين الله غير صحيح وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه، والاتباع في الدين مسوغ والتقليد ممنوع)) )) .
تبرؤ الإمام مالك رحمه الله من المقلدين المفترين عليه
قال الإمام ابن عبد البر في كتابه المذكور: ((حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو عبد الله ابن محمد بن أحمد القاضي المالكي، حدثنا موسى بن إسحق، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال أخبرنا معن بن عيسى قال سمعت مالك بن أنس يقول: ((إنما أنا بشر أصيب وأخطئ فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه)) انتهى.
وقد كتب الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن قيم الجوزية في هذا المعنى، وهو الرد على المقلدين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، الكثير الطيب في كتابه ((إعلام الموقعين)) ومن أهم ذلك المناظرة العظيمة التي عقدها في المجلد الثاني بثمانين وجهاً. يكفي المؤمن الصادق إذا كان من أهل العلم وجه واحد