يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} (?) ومع ذلك لم يتخذ أحداً من خلقه خليلاً إلا إبراهيم ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهما وإلى تفوق مرتبة الخلة على المحبة يشير قول الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سمي الخليل خليلا
4- أخرج أحمد وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد)) .
قال صاحب فتح المجيد: ((قوله ((والذين يتخذون القبور مساجد)) ، معطوف على اسم (إن) في محل نصب على نية تكرار العامل، أي وإن من شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد أي بالصلاة عندها وإليها، وبناء المساجد عليها، وتقدم في الأحاديث الصحيحة أن هذا من عمل اليهود والنصارى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لعنهم على ذلك تحذيراً لأمته أن يفعلوا ذلك مع نبيهم وصالحيهم مثل اليهود والنصارى، فما رفع أكثرهم بذلك رأساً، بل اعتقدوا أن هذا الأمر قربة إلى الله وهو مما يبعدهم من الله ويطردهم من رحمته ومغفرته.