أحكام آية النجم
زعم المفتون أن آية النجم (?) منسوخة بآية: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} وهو قول باطل حكاه بعض المفسرين عن ابن عباس ولا يصح، وقد رأيت الشافعي رحمه الله احتج بآية النجم على عدم وصول ثواب قراءة القرآن للأموات والإمامان ابن جرير الطبري وابن كثير يريانها محكمة، والسيوطي في ((الإتقان)) قد عد الآيات التي صح أنها منسوخة ولم يعد هذه منها، وقد تقدم عنه أنه نقل احتجاج الشافعي منها، وبذلك تعلم بطلان ما ادعاه المفتون، ثم أنها خبر والنسخ لا يقع في الأخبار، بل الله احتج بها على الذي تولى، أي أعرض عن الإسلام وأعطى قليلاً وأكدى، أي منع العطاء. قيل هو الوليد بن المغيرة وقيل غيره، وذلك دليل قاطع على أنها محكمة، والعجب من هذا المبتدع كيف يعجب على أهل مسجد ((أرفود)) عملهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله منكراً بلا حجة إلا مخالفة مذهب مالك، ثم يخالفه هو في أمور تقدم ذكرها، ومن جملة ما خالف فيه مذهب مالك القول بصحة النيابة في الحج والصوم، ولو ذهبنا نحصى تناقضه لضاق بنا المجال فنقتصر على هذا القدر منشدين:
إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة