العليّة، أو يضع بين يديه زجاجة مكوَّرةً بِلَّوْرِية، ثم يدعي بعد ذلك أنه راق من ثقات الرقاة، ووليّ من خُلّص الأولياء. لذا، فقد أجد أن من الواجب المتحتم كشف عَوار سلعة هؤلاء، وذلك ببيان علامات - لا تتخلّف - يُعرفون بها، تحذيرًا لمن قد يُغتر بهم أو يقع في شَرَكهم.
أما المسحور - عافانا الله -، فقد يكون وجوده في الواقع من أندر النادر، لكن كثيرًا من الناس يزعم في كثير من الأمراض النفسية أو حتى العضوية وجود سحر على المريض، فتتلقفه عندها أيادي المشعوذين الدجاجلة، فيخرج من بين أيديهم وقد تملّكه سحر، أو تلبّسه شيطان، وقد تمكن الدجال من عقله ونفسه، بل ومن جيبه أيضًا!! لذلك فإن الناس ينقسمون في شأن الاستدواء لمرضهم أقسامًا، فمن عائذ بطبيب نفسي لا يغادر عيادته إلا للرقاد ليلاً، إلى آخر قد تعلّق بأهداب مشعوذ ينتظر عند بابه الساعات الطوال، وثالث يجزم بوجود سحر عليه فهو يرقي نفسه ويرقيه غيره بما شُرِع وما لم يُشرَع، ورابع لا يثق بطب نفسي ولا برقية مشروعة، فتراه يجري التحاليل ويكررها مرات، ويتعلق قلبه بأدوية أطباء الأمراض العضوية، يجمع منها في خاصّةِ خزائنه العشرات.
أخي القارئ، نحن فيما قدّمنا لا نقلّل ألبتة من أهمية الطب بشقَّيْه العضوي والنفسي، أو من فعالية الطب البديل (?) ، الذي يثبت فعاليته باطراد،