قال الإمام النووي رحمه الله: [اختلف العلماء في معنى الخط، والصحيح أن من وافق خطُّه خطَّ ذلك النبيِّ فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة، فلا يباح، والمقصود: أنه حرام، لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها ... ] (?) . فحذار أخي المسلم الحصيف، من تلبيس إبليس وجنده الضعيف، بقولهم: ما دام قد فعله نبي من الأنبياء، فما المانع من فِعْله في حقنا؟! والإجابة كما سلف: (ذلك النبيُّ لا منعَ في حقه، وكذا لو علمنا موافقته، ولكن لا علم لنا بها، وقد حصل اتفاق من العلماء على النهي عنه الآن) (?) .
10- النِّيرَنْجات - أو سحر الاستعانة بالخواص الطبيعية بواسطة الكتابة-: وهي جمع نِيرَنْج، [وهو معرّب نِيرَنْكْ، وهو: التمويه والتخييل، وهو إظهار غرائب الامتزاجات بين القوى الفاعلة والمنفعلة، وذلك بقصد صدور آثار مطلوبة من الحبّ والبغض، والإقبال والإعراض، وأمثال ذلك، بكتابات مخصوصة مؤلفة من الروحانيات المبثوثة في العالم] (?) . ولا شك بأن عمل النيرنجات هو من فعل السحرة الذين يعتقدون قدرة المخلوقات الروحانية - بزعمهم - على التأثير في عالم الطبيعة، بل والتحكم فيه. [وطريقهم إلى ذلك كتابات مجهولة الدلالات، فكأنها أرقام وحروف للأوائل] (?) . فتكون النيرنجات - على ذلك - أشبه بسحر الطلسمات، إلا أن الطلسمات مختصة بتمزيج القوى الفاعلة السماوية فقط، بمقابلها من القوى المنفعلة الأرضية، والنيرنجات لا تختص، بل تعم القوى الفاعلة المبثوثة في العالم أجمع، والله أعلم.