قدامة (?) وابن حجر (?) يجمعون بين الأدلة في خصوص الزنديق وبين الأدلة في عموم المرتد.

لهذا فإني لا أذكر هنا إلا ما يمكن الاستدلال به في خصوص الزنديق أو دخوله

في دلالته. ومنها ما يلي:

1- ما حكاه الحافظ ابن حجر (?) من (الإجماع على أن أحكام الدنيا على الظاهر والله يتولى السرائر) .

أي فإن الزنديق إذا استتيب فتاب تقبل توبته ويحقن دمه بها إجراء للحكم على الظاهر منه وهو: الرجوع إلى الإسلام.

مناقشة هذا الاستدلال:

للمانع أن يقول: نسلم أن أحكام الدنيا تجري على الظواهر: لكن هذا إذا لم يعارض الظاهر ما هو أقوى منه. وإظهاره التوبة بعد القدرة عليه لا يقاوم إظهاره ما أباح دمه من الكفر والفساد والتكذيب بالدين واستهانته به بما أظهره من الزندقة. بل هذا هو الظاهر وهو دليل قوى فلا يمكن إلغاءه بإعمال إظهاره التوبة وهو دليل ضعيف.

فاستدلال المانع إذا بظاهر زندقته أقوى كما تقدم نقله في أدلتهم من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015